منتدى السادة الرفاعية فى فلسطين غزة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى السادة الرفاعية فى فلسطين غزة

طريقنا دين بلا بدعة وعمل بلا رياء ونفس بلا شهوة وهمة بلا كسل وقلب عامر بمحبة الله
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أثر الجمال

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
العبد الفقير




عدد المساهمات : 14
تاريخ التسجيل : 05/10/2012

أثر الجمال Empty
مُساهمةموضوع: أثر الجمال   أثر الجمال Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 10, 2012 6:07 am

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على نعمه التي لا تحصى، وعطائه الذي لا يستقصى، أحمده كما ينبغي لجلاله، وكريم عطائه، وعظيم سلطانه،
وصلاة الله وسلامه ورحمته وبركاته على نبيه المصطفى وآله وصحبه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أثر الجمال:
أثر الجمال في الصور ما يقع به العشق والحب والهيمان والشوق يورث الفنان عند المشاهدة ولهذا هام في الحق العارفون وتحقق بمحبته المحققون ولهذا قلنا فيه في بعض عباراتنا عن العالم إنه مرآة الحق فما العارفون فيه إلا صورة الحق وهو سبحانه الجميل والجمال محبوب لذاته والهيبة له في قلوب الناظرين إليه ذاتية فأورث المحبة والهيبة فهو تعالى المتجلي في كل وجه والمطلوب في كل آية والمنظور إليه بكل عين والمعبود في كل معبود ( أي رتبة الإلوهية هي المعبودة في كل ما عبد ) والمقصود في الغيب والشهود ولا يفقده أحد من خلقه بفطرته وجبلته فجميع العالم له مصل وأليه ساجد وبحمده مسبح فالألسنة به ناطقة والقلوب به هائمة عاشقة والألباب فيه حائرة يوم العارفون أن يفصلوه من العالم فلا يقدرون ويرومون أن يجعلوه عين العالم فلا يتحقق لهم ذلك فهم يعجزون فتكل أفهامهم وتتحير عقولهم وتتناقض عنه في التعبير ألسنتهم فلا تستقر لهم فيه قدم ولا نتضح لهم إليه طريق أمم لأ نهم يشهدونه عين الآية والطريق فتحول هذه المشاهدة بينهم وبين طلب غابة الطريق إذ لا تسلك الطريق إلا إلى غاياتها والمقصود معهم وهو الرفيق فلا سالك ولا مسلوك فتذهب الإشارات وليست سواه وتطيح العبارات وما هي إلا إياه فلا ينكر على العارف ما يهيم فيه من العالم وما يتوهمه من المعالم ولولا أن هذا الأمر كما ذكرناه ما أحب نبي ولا رسول أهلا ولا ولدا ولا آثر على أحد أحدا وأصحاب الوله والمحبون أعظم لذة وأقوى محبة في جناب الله من حب الجنس فإن الصورة الإلهية أتم في العبد من مماثلة الجنس لأنه لا يتمكن للجنس أن يكون سمعك وبصرك بل يكون غايته أن يكون مسموعك ومدركك اسم مفعول وإذا كان العبد يدر بحق هو أتم فلذته أعظم وشهوته أقوى فمن رأى نفسه حقا كله يقع له التجلي الذي وقع لجبل موسى ولموسى فلا يندك ولا يصعق وإن فني فإنما يفنيه جمال ذلك المشهود فإن الله جميل ويحب الجمال فلا بد أن يكسو الله باطن هذا العبد من الجمال بحيث أنه لا يتجلى له إلا حبا لما ظهر فيه من الجمال الخاص المقيد به الذي لا يمكن أن يظهر ذلك الجمال إلا في هذا المحل الخاص فإنه لكل محل جمال يخصه لا يكون لغيره ولا ينظر الله إلى العالم إلا بعد أن يجمله ويسويه حتى يكون قبوله لما يرد به عليه في تجليه على قدر جمال استعداده فيكسوه ذلك التجلي جمالا إلى جمال فلا يزال في جمال جديد في كل تجل كما لا يزال في خلق جديد في نفسه فإذا تعلق حب العبد بالله وكان الله محبوبه يفنى في حبه في الحق أشد من فنائه في أشكاله فإنه في حب أشكاله فاقد في غيبته ظاهر المحبوب وإذا كان الحق هو المحبوب فهو دائم المشاهدة ومشاهدة المحبوب كالغذاء للجسم به ينمى ويزيد فكلما ازداد مشاهدة زاد حبا

فالمحبون للجمال المطلق الذين تعشقوا بالصورة الذاتية المنيعة الحمى هم في نعيم وسرور فإنه وان لم تحصل فإن تجليها إلى المحب يتضح لذلك التجلي كل ما في ملكه فنظهر جميع ملكه له بتلك الصورة الذاتية فلولا تجليها ما اكتسبت المملكة هذه الصورة الحسناء فالنعيم بجميع الملك للمشاهد مع هذا التجلي نعيم بالذات في صورة الملك لأن الذات تضيء ولا يلتذ إلا بالمواد فهي محبة معنوية خارجة عن الحس والخيال والصور والمثال وهو حال وراء طور العقل ومع هذا التقرير فإنه صلى الله عليه وسلم يقول ((لي وقت لا يسعني فيه غير ربي)) ففرق بين الأحوال وإن كان الحق مشهودا له في كل حال غير أنه لما كان حال شهود الذات أسني الشهود وأحلاه وأعظم أثرا لذلك يقوم عنده وجه الحق فيما عدا هذا الشهود كما لو تعشق العارف بالتعلقات الإلهية لكانت لذة شهود العلم أعلى من شهود تعلق القدرة لأنه أعم وتعلق القدرة أحض لأن محلها الممكنات لا غير والقلب المحمدي الكامل المحب العاشق مع نزاهته عن التقييد بالمقامات إذا تجلت له المناظر العلى عند المقام الأعلى حيث المورد الأحلى التي تتعشق بها القلوب وتهيم فيها الأرواح

ويعمل لها العاملون الإلهيون ملكته هذه المناظر العلى وكيف لا تملكه وهي مطلوبه وهو لا يشهد من هذه المناظر إلا ما هو عليه فإن التجلي على قدر المتجلي له لا على قدر المتجلي ففيه يتنزه وإياه يحب ويعشق ففي عالم البرازخ يشتفي من أراد الالتذاذ بالمعاني القدسية في القوالب الحسية وسبب ذلك الجمع بين الصورتين المعنى والصورة فيلتذ المحب عينا وعلما ومع هذا التقرير فإن الأرواح العلوية من الملائكة إذا تجلت في الصور الجميلة كما ظهر جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم في صورة دحية الكلبي قد يتعشق الناظر بها حالا ومقاما فيحجبه ذلك عما خلق له فتكون عليه لحظة مشئومة فكم من نفس أبية تحب معالي الأمور وتكره مذام الأخلاق والتعلق بالأكوان ومع هذا حجبهم وتيمهم جمال الأكوان في أوقات ما وفي مقامات ما فماتت وكانت تزعم أن لا تعلق لها ولا تعشق إلا بالنور المحض المطلق فوقفت مع نور وجمال هذه الأرواح الممثلة وجهل أن هذه الأرواح في هذه الصور الخيالية معان لا ثبات لها فإنها سريعة الزوال من النائم باليقظة ومن المكاشف بالرجوع إلى حسه فهذه الارواح في هذه الصور الجليلة اذا خفن في تجسدهن من تقييدهن بالصورة عما هي عليه من الاطلاق أشعرن الرائي بأنهن حجاب على أمر هو ألطف مما رأى فإن الجمال محبوب لذاته والحسن معشوق لذاته والحسن البديع مشغل للناظر فيه عن نفسه وعن سواه ومن ملكه شيء كان لما ملكه فالمحب الصادق لله لا يغتر بتجلي حسن الاكوان العلوية والسفلية لعينه فإن كل ما خلا الله باطل ومن أحب كونا فقد احب عدما مثله فكن له تعالى ليكون لك فو الله لولا الشريعة التي جاءت بالإخبار الإلهي ما عرف الله احد ولو بقينا مع الادلة العقلية التي دلت في زعم العقلاء على العلم بذاته بأنه ليس كذا وليس كذا ما أحبه مخلوق فلما جاء الخبر الإلهي بألسنة الشرائع بأنه سبحانه كذا وأنه كذا في أمور تناقض ظواهرها الأدلة العقلية أحببناه لهذه الصفات الثبوتية تم بعد ذلك أن أوقع السبب وثبت السبب والنسب الموجبات للمحبة قال (( ليس كمله شيء )) فثبتت الأسباب الموجبة للحب التي نفاها العقل بدليله وهذا معنى قوله ((فخلقت الخلق فتعرفت إليهم فعرفوني )) فما يعرف الله إلا بما به عن نفسه من حبه إيانا ورحمته بنا ورأفته وشفقته وتحببه ونزوله في التحديد لنمثله تعالى ولنجعله نصب أعيننا في قلوبنا وفي قبلتنا وفي خيالنا حتى كأنا نراه لا بل نراه فينا لأنا عرفناه بتعريفه لا بنظرنا .

تحقيق في النظر والرؤية لجمال الحق تعالى
إن الله تعالى جميل وهو المحبوب وهو محب وتجلي سبحاته تورث الإ حراق فكيف يتعلق به النظر والرؤية وهو المحب المحبوب الشفوق ؟ فا علم أن النظر والرؤية إنما تتعلق بالرب قال تعالى ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) فعلق الرؤية بالإحراق متعلق بالوجه وهو قوله في الحديث (( لأحرقت سبحات وجهة)) ووجه الشيء حقيقته وذاته وقوله لا تدركه الأ بصار يعني الوجه وهو الذات الإلهية معراة عن الأسماء الإلهية فلا يتجلى الجميل في الآخرة والجنة لعباده الإ في الاسم الرب ومن وجه آخر أقول أنا محمود الغراب إنه لما كانت الآخرة موطن تجلي الحقائق على ما هي عليه وقد ثبت أنه تعالى هو المحب المحبوب وأن حقيقة الحب راجعة إلى الله تعالى وتظهر في الآخرة حقيقة كنت سمعه وبصره على ماهي عليه فهو تعالى السمع والبصر فهو الناظر والمتجلي فلا تحرق سبحات وجهه في الآخرة الناظر إليه فإن حقيقة البصر هناك راجعة إليه كشفا وتحقيقا



وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم الطيبين الطاهرين
وارضَّ اللهم عن القائمين على هذا المنتدى المبارك عامة وارضَّ اللهم عن خادم هذا المنتدى خاصة وارزقه الصلاح والفتوح من عندك إنك علام الغيوب

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الاشهب

الاشهب


عدد المساهمات : 248
تاريخ التسجيل : 19/07/2012

أثر الجمال Empty
مُساهمةموضوع: رد: أثر الجمال   أثر الجمال Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 10, 2012 5:33 pm

ما شاء الله
شكرا لك سيدى على هذه المعلومات الطيبة التى خرجت من طيب
جزاك الله كل خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أثر الجمال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى السادة الرفاعية فى فلسطين غزة :: الفئة الأولى :: منتدى الدروس الاسلامية-
انتقل الى: