1 نوفمبر، 2012 ·
يقول شيخ الإسـلام الشيخ محيي الدين يحيى بن شرف النووي رحمه الله تعالى: ما علمنا فيما بلغنا من الثقات الناقلين وكرامات الأولياء أكثر مما وصل إلينا من كرامات القطب شيخ بغداد محيي الدين عبد القادر الجيلي رضي الله عنه, كان شيخ السادة الشافعية والسادة الحنابلة ببغداد، وانتهت إليه رياسة العلم في وقته, وتخرج بصحبته غير واحد من الأكابر، وانتهى إليه أكثر أعيان مشايخ العراق، وتتلمذ له خلق لا يحصون عدداً من أرباب المقامات الرفيعة, وانعقد علية إجماع المشايخ والعلماء رضي الله عنهم بالتبجيل والإعظام, والرجوع إلى قولة والمصير إلى حكمه, وأُهرع إليه أهل السلوك من كل فج عميق، وكان جميل الصفات شريف الأخلاق. كامل الأدب والمروءة، كثير التواضع، دائم البشر، وافر العلم والعقل، شديد الاقتفاء لكلام الشرع وأحكامه، معظما لأهل العلم، مُكرِّماً لأرباب الدين والسنة, مبغضاً لأهل البدع والأهواء، محباً لمريدي الحق مع دوام المجاهدة ولزوم المراقبة إلى الموت، وكان له كلام عالٍ في علوم المعارف، شديد الغضب إذا انتهكت محارم الله سبحانه وتعالى، سخي الكف كريم النفس على أجمل طريقة، وبالجملة لم يكن في زمنه مثله رضي الله عنه