23 يوليو، 2016 ·
لا يجتمع حب الدنيا وحب الاخرة ...
قال الامام ابن الجوزية ( رحمه الله )
رأيت سبب الهموم والغموم الإعراض عن الله عز وجل ، واﻹقبال على الدنيا .
وكلما فات منها شيء وقع الغم لفواته .
فأما من رزق معرفة الله تعالى استراح ، ﻷنه يستغنى بالرضى بالقضاء ، فهما قدر له رضى .
وإن دعا فلم ير أثر اﻹجابة لم يختلج فى قلبه اعتراض ،ﻷنه مملوك فتكون همته فى خدمة الخالق .
ومن هذه صفته لا يؤثر جمع مال ، ولا مخالطة الخلق ولا الالتذاذ بالشهوات .
ﻷنه إما أن يكون مقصرا فى المعرفة فهو مقبل على التعبد المحض ، يزهد فى الفانى لينال الباقى .
وإما أن يكون له ذوق فى المعرفة ،فإنه مشغول عن الكل بصاحب الكل .
فتراه متأدبا فى الخلوة به ، مستأنسا بمناجاته ، مستوحشا من مخالطة خلقه راضيا بما يقدر له .فعيشه معه كعيش محب قد خلا بحبيبه ، لا يريد سواه ، ولايهتم بغيره .
فأما من لم يرزق هذه الأشياء ، فإنه لا يزال فى تنغيص متكدر العيش ، ﻷن الذى يطلبه من الدنيا لا يقدر عليه ، فيبقى أبدا فى الحسرات مع مايفوته من اﻵخرة بسوء المعاملة .
نسأل الله عز وجل أن يستصلحنا له ، فإنه لا حول ولا قوة إلا به .