18 فبراير، 2014 ·
جاء ثلاثة أشخاص ممسكين برجل إلي الفاروق عمربن الخطاب ،،
وقالوا له : يا أمير المؤمنين نريد منك أن تقتص لنا من هذا الرجل فقد قتل والدنا !
فقال له الفاروق : لماذا قتلته ؟
فقال الرجل : أنا راعي إبل وأغنام وأحد جمالي أكل شجرة من أرض أبوهم ، فضرب الجمل بالحجر حات مات الجمل ، فأمسكت نفس الحجر وضربت أبوهم به فمات .
فقال الفاروق : إذا سأقيم عليك الحد !
فقال الرجل : أمهلني ثلاثة أيام فقد مات أبي وترك لي كنزا أنا وأخي الصغير ، فإذا قتلتني ضاع الكنز وضاع أخي من بعدي .
فقال الفاروق : ومن يضمنك ؟
فنظر الرجل في وجوه الناس فقال : هذا الرجل وأشار علي أبي ذر !!
فقال الفاروق : يا أبا ذر هل تضمن هذا الرجل ؟
فقال أبي ذر : نعم يا أمير المؤمنين !!
فقال له الفاروق : أنك لا تعرفه وإن هرب أقمت الحد عليك .
فقال أبي ذر : أنا أضمنه يا أمير المؤمنين !
ورحل الرجل ومر اليوم الأول ثم مر اليوم الثاني وفي اليوم الثالث كل الناس كانت قلقه علي أبي ذر حتي لا يقام عليه الحد ،
وقبل صلاة المغرب بقليل جاء الرجل وهو يلهث وقد إشتد عليه التعب والإرهاق ووقف بين يدي الفاروق عمربن الخطاب ،
وقال : سلمت أخي والكنز لأقاربي وأنا تحت يدك لتقيم علي الحد !
فتعجب الفاروق عمر وقال له :
ما الذي أرجعك وكان أمامك الهروب ؟!
فقال الرجل : خشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس .
فسأل الفاروق أبي ذر :
لماذا ضمنته يا أبي ذر ؟
فقال أبي ذر: خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس .
فتأثر أولاد الرجل وقالوا :
عفونا عنه يا أمير المؤمنين !!
فقال الفاروق : لماذا ؟
فقالوا : نخشي أن يقال ذهب العفو من الناس .