منتدى السادة الرفاعية فى فلسطين غزة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى السادة الرفاعية فى فلسطين غزة

طريقنا دين بلا بدعة وعمل بلا رياء ونفس بلا شهوة وهمة بلا كسل وقلب عامر بمحبة الله
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فقه الصيام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عريجا

عريجا


عدد المساهمات : 174
تاريخ التسجيل : 19/07/2012

فقه الصيام Empty
مُساهمةموضوع: فقه الصيام   فقه الصيام Icon_minitimeالخميس يونيو 02, 2016 1:12 am

فقه الصيام
مدخل تمهيدي:

قبل حلول شهر رمضان الأبرك، اقترضت أم معاد من إحدى صديقاتها ألف درهم، ثم ذهبت إلى السوق فأنفقت هذا المقدار المالي كله، حيث اشترت به مختلف المواد الغدائية، معتقدة أن شهر رمضان ينبغي على كل مسلم أن يعد له مختلف الحلويات والموائد الممتلئة بما لذ وطالب من الأطعمة.

فما رأيكم فيما تعتقده أم معاد عن شهر رمضان؟
وماذا ينبغي للمسلم أن يعد لهذا الشهر الكريم؟

النصوص المؤطرة للدرس:

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.

[سورة البقرة، الآية: 183]

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:

﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ …﴾.

[سورة البقرة، الآية: 185]

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَالَ اللَّهُ : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ».

[أخرجه البخاري]

دراسة النصوص وقراءتها:
I – توثيق النصوص والتعريف بها:
1 – التعريف بسورة البقرة:

سورة البقرة: مدنية، عدد آياتها 286 آية، وهي السورة الثانية من حيث الترتيب في المصحف الشريف، وهي أول سورة نزلت بالمدينة المنورة، سميت بهذا الاسم إحياء لمعجزة زمن موسى عليه السلام، حيث قتل شخص من بني إسرائيل ولم يعرفوا قاتله، فعرضوا الأمر عل موسى لعله يعرف القاتل، فأوحى الله إليه أن يأمرهم بذبح بقرة، وأن يضربوا الميت بجزء منها فيحيا بإذن الله ويخبرهم عن القاتل، وتكون برهانا على قدرة الله جل وعلا في إحياء الخلق بعد الموت، وسورة البقرة من السور المدنية التي تعني بجانب التشريع، شأنها كشأن سائر السور المدنية التي تعالج النظم والقوانين التشريعية التي يحتاج إليها المسلمون في حياتهم.
2 – التعريف بالإمام البخاري:

الإمام البخاري: هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، من أهم علماء الحديث عند أهل السنة والجماعة، ولد ببخارى سنة 194ه، صاحب كتاب «الجامع الصحيح»، الذي يعتبر أوثق الكتب الستة الصحاح، والذي أجمع علماء أهل السنة والجماعة أنه أصح الكتب بعد القرآن الكريم.
II – فهم النصوص:
1 – مدلولات الألفاظ والعبارات:

كتب: فرض وأثبت.
الصيام: الإمساك، والمراد به هنا: الامساك عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية التقرب إلى الله.
الصوم لي: بيني وبين عبدي، ويختص بسرية تامة، ولا يعلم جزاءه إلا الله.

2 – المضامين الأساسية للنصوص:

فرض الله تعالى الصيام على الأمة الإسلامية كما فرض على الأمم السابقة، ورفع الحرج على غير القادرين.
بين الآية الكريمة أن شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن الكريم في ليلة القدر هو هداية للناس إلى الحق، وفيه أَوْضَح الدلائل على هدى الله وعلى الفارق بين الحق والباطل، فمن حضر من المؤمنين الشهر فليصمه.
في الحديث القدسي يبين الله عز وجل فضل الصيام وأجره العظيم لما فيه من السرية بينه وبين عبده، وأنه هو المطلع على الحقيقة، لذلك كان أجره غير محدود ولا معلوم.

تحليل محاور الدرس ومناقشتها:
I – حقيقة الصوم في الإسلام:

الصوم: مصدر صام يصوم صوماً وصياماً، والصوم لغة يعني الإمساك عن الشيء، واصطلاحا: هو الامتناع عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية التقرب إلى الله.
II – فرضية الصوم وشروطه في الإسلام:

الصيام فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل مقيم قادر على الصوم خال من الموانع، وهو ركن من أركان الإسلام الخمسة، فرض في السنة الثانية للهجرة، وقد ثبت وجوبه بالقرآن والسنة والإجماع، فأما القرآن، فقد قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، وقال أيضا: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾، وجاء في السنة: «الإسْلامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتُقِيمَ الصَّلاةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً»، وقد أجمع المسلمون منذ عهد النبوة إلى يومنا هذا على وجوب صيام رمضان، وأنه فرض عين على جميع المسلمين المكلفين، وأنه ركن من أركان الإسلام الخمسة، ومن أفطر شيئاً من رمضان بغير عذر فقد أتى كبيرة عظيمة، ومن أنكر فرضية صيام شهر رمضان فهو مرتد كافر، يستتاب فإن تاب وأقر بفرضيته إلا قتل كافراً.
III – الحكمة الأسمى من فرضية الصوم:

لقد بينت الآيات الكريمات أن الصوم عبادة فرضها الله في جميع الشرائع، وأن الحكمة الأسمى منه هو تحقيق تقوى الله والخشية منه سبحانه ومراقبته في السر والعلانية، والتقوى التي يحققها الصوم وينميها في الإنسان: هي المراقبة الدائمة لله سبحانه والحذر من الوقوع فيما يغضبه، والابتعاد عن الانسياق وراء الشهوات والغرائز …، أما عن كيفية تنمية الصوم لتقوى الله عندا المسلم: فإن الصوم يحدث تغييرا في نظام التغذية الذي اعتاده الإنسان طوال السنة، مما يجعله يعيد النظر فيما ألفه من سلوك، وفيما يتفوه به من كلام أو يقوم به من أعمال، بتعويض كل ذلك بطاعة الله، فالتقوى هي التي تحرس هذه القلوب من إفساد الصوم بالمعصية، والصوم أداة من أدواتها وطريق موصل إليها، ومن ثم جعلها الله هدفا وضياء يتجهون إليه عن طريق الصيام، فالصوم ينمي الإرادة والصبر عند المسلم: فإن إمساك الصائم نفسه عن شهواتها طاعة لله خلال شهر رمضان يمثل رياضة وتدريبا لإرادته حتى يصبح متحكما في شهواته وغرائزه، وتصبح تحت تصرفه، فيوجهها نحو عبادة ربه، إضافة إلى ذلك يتدرب على الصبر من خلال قدرته على إشباع شهواته، ولكنه يمتنع عن ذلك ابتغاء رضى الله سبحانه، فالصوم سر وعمل باطني لا يراه الخلق ولا يدخله الرياء، وفيه قهر لعدو الله إبليس، لأن وسيلته الشهوات وبتركها تضيق عليه المسالك.
IV – الآثار التربوية والاجتماعية والاقتصادية والصحية للصوم:
1 – الآثار التربوية للصوم:

الصوم مدرسة تربوية للسمو بالنفس وكبح شهواتها ورغباتها وتربية الإرادة والعزيمة، ففيه:

تحقيق تقوى الله وتنميتها كما في الآية: {لعلكم تتقون}، وفي الحديث:{الصوم جنة}.
التربية على مراقبة الله تعالى.
التربية على الصبر والتحمل كما في الحديث: {الصيام نصف الصبر}.
التربية على الاستعلاء على ضرورات الجسد كلها، واحتمال ضغطها وثقلها إيثارا لما عند الله من النعيم والجنة.
التخلص من العادات السيئة المكتسبة وإعطاء الصائم مناعة ضدها وعدم العودة إليها …

2 – الآثار الاجتماعية للصوم:

للصوم أبعاد اجتماعية كثيرة، نذكر منها:

تحقيق المساواة بين مختلف فئات المجتمع بالإمساك عن جميع الشهوات، فيتقاسم الغني والفقير الإحساس بالجوع والعطش، ولعل هذا يزرع في نفوس الأغنياء الشعور بآلام الفقراء المحرومين.
تقوية الروابط الأسرية في مثل هذه المناسبات، وتوطيد العلاقات بين الجيران من خلال الزيارات وتبادل التهاني …
تقوية التكافل الاجتماعي، والشعور بالوحدة والتضامن بإفطار المحتاجين وإكرامهم …

3 – الآثار الاقتصادية للصوم:

التخفيف من نفقات البيت بسبب تخفيض وجبات الأكل اليومية.
الرفع من المردودية من خلال العمل المستمر والمتواصل طيلة اليوم.
توفير مبالغ مهمة لخزينة الدولة المتعلقة بنفقات التطبيب.
يعين على تنظيم الوقت بشكل مختلف عن بقية أيام السنة.

4 – الآثار الصحية للصوم:

في الحديث الصحيح يقول الرسول ﷺ: {الصوم جنة}، أي وقاية من الأمراض الحسية والمعنوية، فمما لاشك فيه أن للصوم آثارا إيجابية كثيرة على صحة المسلم وكل يوم نسمع عن الجديد والمزيد في هذا المجال فمنها:

الصوم وقاية من انتشار كثير من الأمراض وعلاجه لأخرى.
تخلص الجسد من البقايا السامة التي تتجمع في أمعائه.
تقوية أجهزة التفريغ.
تحسين وظيفة الهضم …
علاج مرض السمنة.
تقوية الإدراك وفتح الذهن.
المحافظة على طاقة الجسد وترشيد توزيعها حسب متطلبات الجسد …
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فقه الصيام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فقه الصيام .....
» الصيام حكمه وأحكامه (الأركان والمبطلات)
» الصيام وأحكامه (الأعذار المبيحة للفطر، القضاء والكفارة)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى السادة الرفاعية فى فلسطين غزة :: الفئة الأولى :: منتدى الدروس الاسلامية-
انتقل الى: